مواقع أخرى

   
الوزير فهمي يلقي كلمة لبنان في مؤتمر وزراء الداخلية العرب ال37 في مقر الأمانة العامة للمجلس في تونس،
Bookmark and Share


3/1/2020 6:15:37 PM

    أكد وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي، أن لبنان "جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، وسنبقى معا بإذن الله متكاتفين ومتحدين من أجل بناء مستقبل أفضل لشعوبنا".

وخلال إلقائه كلمة لبنان في مؤتمر وزراء الداخلية العرب ال37 في مقر الأمانة العامة للمجلس في تونس، شدد على "أن لبنان لن يتخلى عن حضنه الطبيعي، حضن أمته وأشقائه، وستعود العلاقات إلى ما كانت عليه"، مشيرا إلى أن "هناك منظومة تحد متكاملة تواجه دولنا وشعوبنا لتهديم ما بناه الأجداد، لا يمكن مواجهتها إلا بتعاوننا وتماسكنا ووحدتنا"، ولافتا أيضا إلى "أن التفاعل الأمني والتنسيق المتواصل له الأثر الايجابي في إنجاز ما وصلنا إليه من نتائج على صعيد العمل الأمني والأمن الاستباقي".

وأكد "أن الحكومة اللبنانية تواجه حملا ثقيلا من التحديات المعيشية والاقتصادية والمالية بالاضافة إلى السياسية والأمنية"، واصفا إياها ب"حكومة مواجهة التحديات التي تمخضت من رحم الآلام وجوع الناس وهي فعلا لا قولا حكومة لكل اللبنانيين".

وكشف "أن ضآلة التقديمات الأممية للنازحين الذين تجاوز عددهم المليون ونصف المليون نازح، أدت إلى تفاقم الأزمة التي يرزح تحت وطأتها".

نص الكلمة


وجاء في النص الحرفي لكلمة فهمي: "لقد انضم الى هذا المجلس الموقر عدد من وزراء الداخلية الجدد، وأنا واحد منهم، آمل أن يوفقنا الله عز وجل وإياكم لمتابعة الجهود المميزة التي بذلت سابقا من أجل مصلحة أمتنا ودولنا وشعوبنا كافة. من هنا، أتوجه بخالص الامتنان الى صاحب السمو الملكي لجهوده في دعم استمرار أعمال هذا المجلس الكريم.

أتيت الى تونس الحبيبة حاملا هموم الشعب اللبناني الذي يتطلع الى مساندة أشقائه لتجاوز محنته. أعي جيدا المشاكل والتحديات في البيت اللبناني وما يجتازه لبنان من محن، فلن أغوص كثيرا في تفاصيل تعلمون أدقها.

نجتمع ككل عام لمناقشة المستجدات والازمات التي تعيشها شعوبنا، ولا شك ان المحنة الصعبة التي نعيشها اليوم في لبنان هي نتيجة تراكمات تفاقمت وأوصلت لبنان الى ما وصل اليه اليوم. حمل ثقيل من التحديات المعيشية، الاقتصادية، المالية، النقدية والمعيشية، بالإضافة إلى السياسية والأمنية البيئية، تقع جميعها على عاتق الحكومة الجديدة، حكومة مواجهة التحديات التي تمخضت من رحم آلام وجوع الناس، وهي فعلا لا قولا، حكومة لكل اللبنانيين.

أضف الى ذلك، ان ضآلة التقديمات الأممية للنازحين السوريين الذين تجاوز عددهم المليون ونصف المليون والذي يفوق ثلث عدد سكان لبنان ادت الى تفاقم الازمة التي يرزح لبنان تحت وطأتها.

أتيت الى هذا البلد الجميل مادا يدي الى أشقائي الذين لم يتخلوا عن لبنان يوما، فحكوماتكم وشعوبكم الطيبة لطالما وقفت الى جانب لبنان في إزالة آثار العدوان الصهيوني إبان اجتياح العام 1982، وعملية عناقيد الغضب عام 1996، كذلك خلال عدوان تموز في العام 2006. لقد وقفتم معنا ومددتم لنا يد العون سياسيا واقتصاديا في أحلك الأوقات منذ خمسينيات القرن الماضي، ونحن كلبنانيين لا ننسى ولم ننس ولن ننسى ما قدمتموه للبنان من: إعادة بناء قرى وبلدات ومستشفيات في كافة المناطق اللبنانية دون استثناء اضافة الى مساعدات لا يمكن احصاؤها، تأمين فرص عمل لما يزيد عن 600000 من اللبنانيين الذين احتضنتهم دول مجلس التعاون الخليجي يعمل حوالي 330.000 منهم في المملكة العربية السعودية وحدها، ولن انسى الكويت والامارات والبحرين وعمان وقطر، ناهيك عن المساهمة الفعالة في ازالة الالغام والقنابل العنقودية في الجنوب. وهنا تستذكرني حادثة انفجار اللغم التي تعرض له أحد جنود دولة الامارات الشقيقة في العام ???? والذي امتزجت دماؤه مع دماء جندي لبناني أصيب معه، فهل يمكن نسيان ذلك؟

إن لبنان جزء لا يتجزأ من هذه الأمة، وسنبقى معا بإذن الله متكاتفين ومتحدين من أجل بناء مستقبل أفضل لشعوبنا. لبنان لن يتخلى عن حضنه الطبيعي، حضن أمته، حضن أشقائه، فنحن جزء من هذه الأمة وسنبقى، وستعود العلاقات إلى ما كانت عليه باذن الله.

هناك منظومة تحد كاملة متكاملة تواجه مجتمعاتنا ودولنا وشعوبنا، تعيش فيه آفات الانهيار والارهاب وما الى هنالك من وسائل متعددة لتهديم ما بناه اجدادنا، انها حلقة متكاملة لا يمكن مجابهتها والقضاء عليها الا بتعاوننا وتماسكنا ووحدتنا. كما اثني على التفاعل الامني والتنسيق الدائم والمتواصل بين بلداننا، والذي كان له الاثر الايجابي في انجاز ما وصلنا اليه من نتائج على صعيد العمل الامني والامن الاستباقي.

من هذا المنطلق لا يسعني الا ان اؤكد على الثوابت التي تم الاتفاق عليها سابقا خلال انعقاد مؤتمرات وزراء الداخلية العرب، وخاصة في مجال مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة وجرائم المعلوماتية.

أتمنى لأمتنا العزيزة بإسم القيم الانسانية والاخوة التي جسدها الله عز وجل في شعوب أمتنا، والشهامة التي تميز شعوبنا، غدا أفضل يسوده السلام والوئام. ان اللبنانيين، ومن خلال هذا المؤتمر، يتطلعون الى بصيص أمل يحمل في طياته ايجابيات جمة لمستقبل لبنان في كنف عائلته العربية. وفقنا الله وإياكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
 


برمجة مكتب المعلوماتية في مجلس الامن الداخلي المركزي          جميع الحقوق محفوظة ©      |  نبذة عنا  |  إتصل بنا  |  خريطة الموقع