مواقع أخرى

   
المشنوق: الرئيس عون قادر على إنقاذ لبنان من كبوته
Bookmark and Share


11/26/2018 1:33:13 PM

 مثّل عون في مؤتمر "إندحار الإرهاب في المنطقة وتأثيره على إفريقيا"

المشنوق: الرئيس عون قادر على إنقاذ لبنان من كبوته

ولكارلوس غصن: طائر الفينيق اللبناني لن تحرقه شمس اليابان

 

قال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق إنّ "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو واحد من رجالات لبنان القادرين على الوقوف بعد أيّ كبوة تصيب لبنان لإنقاذه مما هو موجود فيه من أزمات، أبرزها الأزمة الحكومية، وقبلها الأزمة الاقتصادية العميقة التي يركّز عليها الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري".

وشدّد المشنوق، خلال تمثيله الرئيس عون في مؤتمر "إندحار الإرهاب في المنطقة وتأثيره على القارّة الإفريقية"، على أنّ "لبنان هزم الإرهاب "أوّلا بالتكاتف الوطني، ثم بالعقل وبالسياسة، وبعدها بالمؤسسات العسكرية والأمنية".

وبحضور النائب محمد خواجة ممثلاً الرئيس نبيه بري، والنائب سمير الجسر ممثلا الرئيس سعد الحريري، ونائب رئيس مجلس الوزراء إيلي فرزلي، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وحشد من السياسيين والديبلوماسيين والعسكريين والإعلاميين، اعتبر المشنوق أنّ "التجربة اللبنانية استطاعت أن تُسقِط الكثير من الأوهام والاتهامات التي حاول البعض تحميلها لبيئة معيّنة أو طائفة معينة، وظهر أنّ كل الارهاب وكلّ الضجة وكل الافتعال الذي عشناه لم يستطع أن ينتج أكثر من بضعة قياديين تأكّد عدم قدرتهم على الانتشار ولو كان من حولهم بضعة المغرّرين تحت العنوان الديني. وهذا برهان على رفض المجتمع اللبناني لمظاهر التطرّف والإرهاب".

وأشار إلى عمله على "الارتقاء بمستوى التنسيق الأمني بين محتلف الأجهزة"، تابع: "وضعت نصب عينيّ منذ تسلّمي وزارة الداخلية أن أعمل للارتقاء بمستوى التنسيق الأمني بين محتلف الأجهزة، ورفع منسوب التعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني. فبادرت إلى زيارة وزارة الدفاع ومعي اللواء ابراهيم والأخوان في قوى الأمن الداخلي مرّات ومرّات، لتأسيس هذا التعاون، باعتبار أنّ الجيش اللبناني هو الأوّل ودائماً الأوّل بين متقدّمَين، وهذا يجعل التنسيق أكثر فعالية، لأنّها ليست حرباً عادية، وليست حرب عضلات وآليات، بل هي حرب عقول".

ولفت إلى "وجود ثغرات في المدّة الأخيرة، تحتاج إلى مزيد من الدقّة والجهد والقدرة على التفاهم بين الأجهزة، وأوّلها الأوّل دائماً الجيش اللبناني"، قائلاً: "النجاح القدرة والإجماع على معركة "فجر الجرود" هو نتيجة خطة أمنية بدأت منذ سنوات وحقّقت الأمن لكلّ اللبنانيين". وذكّر بأنّ "لبنان ينعم باستقرار أمني قلّ نظيره في هذا الجزء من العالم، وفي في كلّ العالم. ونعيش قصّة نجاح من جوانب كثيرة، على المعنيين والمهتمين دراستها واستنباط العبر منها، وهي قصّة نجاح أمنية، لكنّها اجتماعية أوّلا وأخيراً، لأنّ الأجهزة الأمنية اللبنانية، وأقولها بكلّ ثقة، تمثّل صورة لبنان الحقيقي: لبنان المبادرة والمثابرة والإبداع".

وبعد حديثه عن "التجربة اللبنانية في تبادل الخبرات"، أكّد أنّ "التزاوج بين الشجاعة السياسية في اتخاذ قرار مواجهة الارهاب، والشجاعة الأمنية في إدارة معركة استباقية معه، والشجاعة الفقهية في تجفيف المنابع الفكرية والدينية، أبلغ الأثر في تكوين البيئة التي نعيشها الآن".

وعرّج وزير الداخلية "على مسألة يناقشها كلّ اللبنانيين، وكلّ عواصم العالم، وهو مغترب له قصّة نجاح خيالية، ربما هو الثاني من الأكثر تأثيراً في تاريخ صناعة السيارات، وهو الثاني في التاريخ بعد هنري فورد، وهو كارلوس غصن. أنا لستُ راغباً في الحديث عن المسألة القضائية التي أتركها للقضاء، لكن لا يمكن ألا نوجّه تحية تضامن بحقّ هذا اللبناني الذي شكّل أسطورة في إنقاذ الشركات العملاقة الفاشلة. وهو نموذج إغترابي نفتخر به ونعتزّ بسيرته وإنجازاته". وتوجّه إلى كارلوس غصن "في محنته أقول: إنّ طائر الفينيق اللبناني لن تحرقه شمس اليابان".

 

وهنا النصّ الكامل لكلمة الوزير المشنوق:

 

السيادات والسادة،

شرّفني فخامة رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، بتكليفي تمثيله في هذا المؤتمر، وأوصاني بنقل عنايته الخاصة هو المؤمن بضرورة مواجهة الإرهاب، أوّلا بالتكاتف الوطني، ثم بالعقل وبالسياسة، وبعدها بالمؤسسات العسكرية والأمنية.

يحضرني في هذا المجال ما قاله بالأمس حين استقبل فخامة الرئيس وفوداً رياضية، حين قال إنّنا يجب نبحث عن أم الصبي، للصبي الذي اسمه لبنان، كي نسلّمها إيّاه، ويقول أيضاً إنّها ليست الكبوة الأولى للبنان، فدائما كان هناك رجالات قادرين على الوقوف بعد الكبوة وإنقاذ لبنان مما هو موجود فيه من أزمات أبرزها الأمة الحكومية، وقبلها الأزمة الاقتصادية العميقة التي يركز عليها الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري.

ما أودّ قوله إنّ فخامة الرئيس هو واحد من هؤلاء الرجال، المعنيين والمسؤولين وفق النصّ الدستوري على الوقوف وحماية لبنان من أي كبوة يقع فيها، وهو على قدر هذه المسؤولية، وليس بصفته جنرالا فقط، كما قالت المقدّمة، بل بصفته المؤتمن والحامي للدستور ولحقوق المواطن ولكلّ ما يمكن أن يقوم به رجل كبير في مقامه وكبير في قدراته وكبير في توازنه وكبير في حكمته، ليلتقط هذ الصبي، وأن يكون هو فعلاً الأم الحاضنة فلا يضيع الصبي، وهو لن يضيع، وكلنا نعلم أنها ليست الأزمة الأولى التي يمرّ بها لبنان، لكن دائماً بفضل اللبنانيين، وبفضل جهدهم وعقلهم وتكاتفهم الوطني، يعملون جميعاً من أجل وقوف لبنان على قدميه والانطلاق مرة جديدة.

ولأكن صريحاً، ولواختلفتً قليلاً مع بعض الذين تحدّثوا قبلي، أنّه لم يكن ممكناً للبنان أن ينتصر على الإرهاب لولا التوافق ولولا التفاهم اللبناني الداخلي. صحيح أنّنا نواجه عثرات بعد مرور أكثر من خمسة أشهر من دون حكومة مكتملة النصاب السياسي والوطني والدستوري. لكنّ هذا التأخّر أو الفراغ أو التعطيل، لا بدّ أن ينتهي ولا بدّ أن نرى اكتمالاً لهذه الحكومة، والتجربة التي عشتها منذ خمس سنوات مع كلّ الأجهزة الأمنية والقوى العسكرية، مع قيادة الجيش، أيام العماد جان قهوجي، واللواء عباس ابراهيم في الأمن العام، واللواء ابرهيم بصبوص واللواء عماد عثمان في قوى الأمن الداخلي، ولاحقاً العقيد خالد حمّود، أكّدت أنّ التجربة اللبنانية استطاعت أن تسقط الكثير من الأوهام والاتهامات التي حاول البعض تحميلها لبيئة معيّنة أو طائفة معينة، وظهر أنّ كل الارهاب وكلّ الضجة وكل الافتعال الذي عشناه لم يستطع أن ينتج أكثر من بضعة قياديين تأكّد عدم قدرتهم على الانتشار ولو كان من حولهم بضعة المغرّرين تحت العنوان الديني. وهذا برهان على رفض المجتمع اللبناني لمظاهر التطرّف والإرهاب.

بحضور الزميل الوزير سمير الجسر، ربما ينسى الواحد منّا، أنّنا عشنا سنوات طويلة كان تُسمّى طرابلس "قندهار". وتبيّن أنّها طرابلس الاعتدال، والشمال كلّه شمال الاعتدال، وشمال الولاء للدولة وشمال التأكيد على وطنية كلّ مقيم فيه.

هذا الأمر استمرّ حتّى حين بدا أنّ الإرهاب قد يكون الردّ على الاختلالات الخطيرة في مسألة حصرية السلاح في لبنان بيد الدولة. لم يحصل هذا الامر، بل حصل عكسه من رفض وشجب للإرهاب وتكاتف غير مشروط مع الدولة وأجهزتها.

 

أيّها الحضور الكريم،

نلتقي اليوم في هذا الملتقى المتنوع والمهم لنسلط الضوء على أسباب اندحار الإرهاب في المنطقة العربية وتأثير هذا الاندحار على القارّة الافريقية. وبالتالي دعونا أعتقد أنّ هذا المؤتمر هو الفرصة المناسبة لتبادل الخبرات السياسية والاجتماعية، ولتعزيز التواصل بين الأجهزة الأمنية في لبنان ونظيراتها في الدول الإفريقية. وهو جهد مشكور يقوم به الأمن العام للمرّة الأولى بعد سنوات طويلة من الحريق السوري، الذي فتح الباب أمام هذا الانتشار للإرهاب، وقبل ذلك في أفريقيا.

تعرفون ويعرف العالم أنّنا اليوم في لبنان ننعم باستقرار أمني قلّ نظيره في هذا الجزء من العالم. وأسمح لنفسي بالقول: في كلّ العالم وليس فقط في المنطقة. وبكل ثقة يمكننا القول إنّنا نعيش قصّة نجاح في لبنان، من جوانب كثيرة، على المعنيين والمهتمين دراستها واستنباط العبر منها، وهي قصّة نجاح أمنية، لكنّها اجتماعية أوّلا وأخيراً.

لأنّ الأجهزة الأمنية اللبنانية، وأقولها بكلّ ثقة، تمثّل صورة لبنان الحقيقي: لبنان المبادرة والمثابرة والإبداع.

لقد نجح الجيش والأجهزة الأمنية في القيام بمهمة مواجهة الاٍرهاب وحماية لبنان من تداعيات الحريق السوري، وحرائق المنطقة بشكل عام. واستطعنا أن نقضيَ على الخلايا الإرهابية النائمة. وشهدنا جميعاً عمليات استباقية نوعية نفذتها بفاعلية استثنائية القوى والأجهزة الأمنية والعسكرية، وأبرزها لسنوات طويلة مضت قوى الأمن الداخلي والأمن العام.

لا زلت أتذكر ذلك اليوم، حين ضحّى شباب من الأمن العام بدخولهم إلى فندق "ديروي"، وسقط منهم جرحى وضحايا، لكنّهم لم يكلّوا ولم يملّوا، وتابعوا عملهم، ونجحوا في العمل سوياً، مع مخابرات الجيش وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وحقّقوا الكثير الكثير من الأمن الذي نعيشه منذ أكثر من ثلاث سناوت، دون أن يحدث في لبنان أيّ عمل أمنيّ يزعج أو يعرّض مواطنين لبنانيين لأيّ نوع من أنواع الخطر.

لقد وضعت نصب عينيّ منذ تسلّمي وزارة الداخلية أن أعمل للارتقاء بمستوى التنسيق الأمني بين محتلف الأجهزة، ورفع منسوب التعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني. لأنّني بادرت إلى زيارة وزارة الدفاع ومعي اللواء ابراهيم والأخوان في قوى الأمن الداخلي مرّات ومرّات، لتأسيس هذا التعاون، باعتبار أنّ الجيش اللبناني هو الأوّل ودائماً الأوّل بين متقدّمَين، وهذا يجعل التنسيق أكثر فعالية، لأنّها ليست حرباً عادية، وليست حرب عضلات وآليات، بل هي حرب عقول، تقوم على أمرين: الأمر الأوّل هو رفع المستوى التقني التي نعلم أن لا نجاح دونها ولا تقدّم دون الارتقاء الدائم. وتعلموان أيضاً أن التقنيات تتطوّر بشكل يومي وليس شهرياً فقط. وهذا تناولته في كلّ المحادثات مع مسؤولين دوليين في مختلف عواصم العالم.

إذا نحتاج إلى أمرين: تعزيز القدرات التقنية، وتعزيز التدريب، على المزيد من استخدام العقل، والنجاح في إصابة الهدف بشكل مباشر دون إضاعة الوقت وتعريض الشباب لحياتهم العزيزة على الشعب اللبناني في كلّ الأجهزة العسكرية.

لقد أرسينا، ومنذ حكومة الرئيس تمام سلام، والعماد قهوجي الذي كان قائداً للجيش، وبدعم دائم ولو عن بعد من الرئيس الحريري، قواعد للتكامل بين الأجهزة الأمنية والعسكرية وحقّقنا نجاحات لا تزال مفاعيلها قائمة الى اليوم. وهي بعمقها وجذريتها تعتبر نقطة تحوّل في بيئة العمل الأمني في لبنان. من دون ذلك لم يكن ممكناً الانطلاق بخطط أمنية ناجحة وفعّالة، نجحت في الكثير من المناطق اللبنانية، ونغّص عليها حتى الآن عدم الوصول إلى نتيجة جدية ونهائية في منطقة البقاع، بسبب الواقع السياسي لهذه المنطقة، وهو ما لا يجب إغفاله أو المجاملة فيه.

في المدة الأخيرة، وفي مرحلة تصريف الأعمال، لم أعد أتابع مسألة التنسيق بين الأجهزة، لكن بصراحة أعتقد أنّ هناك ثغرات في المدّة الأخيرة، تحتاج إلى مزيد من الدقّة والجهد والقدرة على التفاهم بين الأجهزة، وأوّلها الأوّل دائماً الجيش اللبناني. كلّنا فخرنا ونفخر وسنظلّ فخورين بما قام به الجيش في معركته الأخيرة والفاصلة، معركة "فجر الجرود"، التي كانت ناجحة باعتراف كلّ الذين راقبوها، والتي حشدت إجماعاً لبنانياً حولها، بعد غياب طويل لهذا الإجماع حول أيّ قضية عسكرية او سياسية. لكنّ هذا النجاح وهذه القدرة وهذا الإجماع هو نتيجة خطة أمنية بدأت منذ سنوات وحقّقت الأمن لكلّ اللبنانيين".

ومن دون هذا التكامل ما كان ممكناً تحقيق النجاحات المتتالية في تفكيك الخلايا النائمة، وهي نجاحات يعود الفضل الأكبر فيها إلى التنسيق بين الثلاثي الأهمّ في هذا المجال، هو الجيش اللبناني أوّلاً، والجيش اللبناني ثانياً، وقوى الأمن الداخلي والأمن العام ثالثاً. ونجحنا أيضاً في ضبط جميع السجون اللبنانية وفرض النظام داخلها بعدما كانت مرتعاً للفوضى ويتحكّم بمبانٍ عديدة داخلها إرهابيون يتحصّنون بإرهابهم وتراخي الدولة في ذلك الحين.

وقد أتى مؤتمر روما لدعم الجيش والأجهزة الأمنية الذي عُقِدَ في آذار الماضي بمشاركة أكثر من ٤٠ دولة، ليؤكد على نجاح هذه القوى العسكرية ومؤسساتها المعلوماتية، و وليجدّد الدعم لها بمواجهة التحديات وليؤمّن لها المساعدة على تطوير أدائها من خلال الخطط الاستراتيجية التي وضعها الجيش اللبناني والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني وكذلك الأمن العام.

أيها الحضور الكريم،

الإرهاب ومكافحته وحّدا العالم ضدّه. لا يمكن لأي دولة أن تواجه الإرهاب وحدها من دون تعاون وتبادل خبرات ومعلومات. لقد أجبر تحدّي الإرهاب دولاً كثيرة على التخلي عن فكرة أنّ الامن يرتكز على الانكفاء إلى الداخل. وأثبتت تجربة مكافحة الإرهاب عدم جدوى العمل الأحادي والجموح نحو قرارات أحادية، ودفع الجميع إلى القبول بضرورة استنباط أدوات تعاون وتنسيق إقليمية ودولية، وهنا تأتي أهمية هذا المؤتمر الذي يعتمد بشكل أساسي على تبادل الخبرات والتجارب مع دول عزيزة على لبنان، ومع دول كانت ملجأً آمناً ومقرّا وممرّاً للعمل والتعب والجهد، وفي العام 2020 سنحتفل بـ150 عاماً من هجرة اللبنانيين.

الحمد لله أنّ التعاون كان أكثر من ضروري وأكثر من ناجح بين اللبناني وجهده وبين هذه الدول المليئة بالخيرات التي أخذتم الكثير منها، أيها المهاجرون، وأتيتم بها إلى لبنان لتنعشوا مناطقكم وأهلكم والذين حولكم. وتمثّل تحويلاتكم إلى لبنان جزءاً كبيراً وجديّاً من أمن لبنان الاجتماعي. هذا الذي ساهم فيه بشكل كبير التعاون بين القدرات اللبنانية وبين خيرات الدول التي كان لها فضل كبير في إنماء لبنان وفي عيشنا الرغيد لسنوات طويلة طويلة.

التجربة اللبنانية في تبادل الخبرات، ليس فقط في الاغتراب، في هذا الإطار، هي غنيّة ومهمة، وأكاد أقول طليعية لجهة شجاعة الاعتدال في خطاب المرجعيات الدينية، خصوصاً تلك التي تمثّل البيئة الأساسية التي يحاول الإرهابيون النفاذ من خلالها.

لقد كان التزاوج بين الشجاعة السياسة في اتخاذ قرار مواجهة الارهاب، والشجاعة الأمنية في إدارة معركة استباقية معه، والشجاعة الفقهية في تجفيف المنابع الفكرية والدينية، أبلغ الأثر في تكوين البيئة التي نعيشها الآن.

اسمحوا لي، على سيرة النجاحات اللبنانية، أن أعرّج على مسألة يناقشها كلّ اللبنانيين، وكلّ عواصم العالم، وهو مغترب له قصّة نجاح خيالية، ربما هو الثاني من الأكثر تأثيراً في تاريخ صناعة السيارات، وهو الثاني في التاريخ بعد هنري فورد، وهو كارلوس غصن. أنا لستُ راغباً في الحديث عن المسألة القضائية التي أتركها للقضاء، لكن لا يمكن ألا نوجّه تحية تضامن بحقّ هذا اللبناني الذي شكّل أسطورة في إنقاذ الشركات العملاقة الفاشلة. وهو نموذج إغترابي نفتخر به ونعتزّ بسيرته وإنجازاته. ولكارلوس غصن في محنته أقول: "إنّ طائر الفينيق اللبناني لن تحرقه شمس اليابان".

في النهاية إسمحوا لي أن أتوجّه بالتحية إلى القيّمين على هذا المؤتمر، خصوصاً الأمن العام ومديره العام، صاحب العقل المنفتح والفعّال في الكثير من الأمور، والأهم أنّه الشريك الجدّي والدائم في أكثر من عمل سياسي، إلى جانب نجاحات مكتب المعلومات في مسألة مكافحة الإرهاب في مهامه الأمنية.

واسمحوا لي بتوجيه تحية إلى هذه الفكرة، سواء أتت منه أو من المجلس القارّي الأفريقي أو من غيره، وهي ضرورية وفعّالة. ووجود اللبنانيين في كل الدول الأفريقية هو عنصر مفيد وعنصر اطمئنان وأمان لكل الأطراف، وأعتقد أن الجميع سيستفيد من تجربتهم وخبرتهم وحرصهم على لبنان وعلى العلاقات اللبنانية الأفريقية.

التحية والشكر للضيوف الأفارقة والموجودين من كل الدول، وأنا متأكد من أنّ هذه خطوة أولى على طريق مشروع طويل سيكون لنا الدور الفاعل والمؤثر فيه، لمساعدة الجميع في هذه الدول، بتجربتنا وخبرتنا ونجاحات أجهزتنا الأمنية، وبما قام به الجيش اللبناني بقيادة العماد جوزف عون، في العملية الاستثنائية التي سُمّيت عملية "فجر الجرود".

شكرا وأرجو ألا أكون قد أطلتُ عليكم، والسلام عليكم.

 

 

 


برمجة مكتب المعلوماتية في مجلس الامن الداخلي المركزي          جميع الحقوق محفوظة ©      |  نبذة عنا  |  إتصل بنا  |  خريطة الموقع